محمود طافش - تعمل المؤسسة التربوية الحديثة على إعداد الطفل ليكون عنصراً إيجابياً فاعلاً، ومؤهلاً لبناء مجتمعه وتطويره ، لذلك لم يعد دور المدرسة العصرية مقتصراً على تزويد المتعلم بالمعارف النظرية ، وإنما تعدى ذلك لتدريب الطفل على ممارسة مجموعة من المهارات الحياتية التي تؤهله للنجاح والتميز في حياته .
ومن أبرز المهارات الحياتية التي يحتاج إليها المتعلم :
المهارات اللغوية ، المهارات الصحية ، العمل على تحقيق اقتصاد المعرفة ، توظيف الحاسوب بكفاءة ، ممارسة التفكير الناقد والإبداعي ، والذكاء العاطفي وإدارة المشاعر ومهارات التفاوض ، والإقناع بالبراهين والأدلة العلمية ، ومهارات التعامل مع الذات ، والقدرة على اتخاذ القرار. فما المقصود بالمهارات الحياتية ؟ وما أهميتها لحياة المتعلم ، وكيف تعمل المدرسة على تأهيل المتعلم للاستفادة منها ؟
مفهوم المهارات الحياتية
ورد في معجم المصطلحات التربوية أنَّ المهارات الحياتية هي : المهارات التي تساعد التلاميذ على التكيّف مع المجتمع الذي يعيشون فيه ، وتركّز على النمو اللغوي ، الطعام ، ارتداء الملابس ، القدرة على تحمل المسؤولية ، التوجيه الذاتي ، المهارات المنزلية ، الأنشطة الاقتصادية ، والتفاعل الاجتماعي . أو هي : مجموعة القدرات الشخصية التي تكسب المتعلم ثقة في نفسه تمكنه من تحمل المسؤولية ، وفهم النفس والآخرين ، والتعامل معهم بذكاء ، وإنجاز المهام الموكلة إليه بكفاءة عالية ، واتخاذ القرارات الصائبة بمنهجية علمية سليمة .
أهمية اكتساب المهارات الحياتية
حيث إنَّ الإنسان كائن اجتماعي بالطبع ، لا يقوى على العيش في معزل عن الآخرين ، فإنه يحتاج إلى مجموعة من المهارات الحياتية التي تمكنه من التواصل مع الآخرين ، والتفاعل معهم ، وتعينه على تحقيق أهدافه بنجاح ، وتكفل له حياة اجتماعية سعيدة ، وبقدر ما يتقن المتعلم المهارات الحياتية يكون تميزه في حياته أعظم . لذلك ؛ فإن المدرسة العصرية ذات الإمكانات العالية تعمل على تسليح المتعلم بحزمة من المهارات التي تتكامل بمنهجية علمية ل
: تساعد المتعلم على التعامل مع مواقف الحياة المختلفة ، وعلى احتمال الضغوط ، ومواجهة التحديات اليومية.
تعينه على حل مشكلاته الشخصية والاجتماعية والتعامل معها بوعي .
تكسبه ثقة في نفسه ، وتشعره بالراحة والسعادة حين ينفذ أعماله بإتقان .
تهبه حب الآخرين ، واحترامهم له ، وتقديرهم لعمله .
تمكنه من القيام بأعماله بنجاح .
تساعده على تطبيق ما يتعلمه عملياً .
تزيد دافعيته للتعلم .
وخير وسيلة لتدريب المتعلمين على المهارات الحياتية اللازمة لنجاحهم في أعمالهم هي : تدريبهم على هذه المهارات من خلال توظيف استراتيجيات التدريس والتقويم الحديثة ، والتقنيات الحديثة في غرف المصادر والمختبرات التطبيقية مثل : مختبر اللغات مختبر الروبوت والكيمياء والعلوم ، ويمكن تعليم الطفل المهارات الحياتية منذ نعومة أظافره ، ويكون هذا التعليم من خلال اللعب أو تمثيل الدور ، أو تعريضه لمشكلة تتطلب حلاً ، أو حكاية قصة ذات مغزى ، وكل ذلك لكي يستطيع الطفل التصرف في حال عدم وجود الرقيب ، فيحمى نفسه من أي خطر يمكن أن يتعرض له . وبقدر ما تنجح المدرسة العصرية في توفير هذه التقنيات والمختبرات ، و تمكين الطلبة من توظيفها عملياً ، يكون نجاحها في تأهيل طلبتها لممارسة حياتهم بنجاح .
مشرف تربوي