كيف تفسرين لطفلك معنى وفاة الأحبة
كآباء وأمهات نريد جميعا ان نحمي أطفالنا من الألم والخوف والحزن، فنحن نهدهدهم منذ يولدون ولكننا لن نستطيع ابدا ان نحصنهم ونحجب عنهم واقع الموت وإلا سنسبب لهم أذى ونحن نظن اننا نبحث عن مصلحتهم.
فإذا لم يتحدث الوالدان عن وفاة احد الأقارب أو الأحبة وعمدا الى اخفاء مشاعرهما فسيظن الطفل انه موضوع محظور، وسيتعلم ألا يسأل أي أسئلة.
اذن فمن المهم ان نشجع الأطفال الصغار على التعبير واظهار حزنهم وجعلهم يشاهدوننا نحن الكبار ونحن نفعل ذلك ايضا.
قولوا لهم الحقيقة
محاولة تخفيف الصدمة بقول 'لا تحزن فالجدة مرتاحة الآن' ستجعل الطفل يظن ان انفعالاته وعواطفه لا تناسب الموقف وسيخاف ان يظهرها. واذا أبقى أحزانه بداخله فربما يحملها معه الى ان يكبر، حيث تؤثر فيه بعد ذلك فيصبح سهل التأثر في علاقاته المستقبلية الوثيقة.
قد يصاب الطفل بالرعب حين يرى والديه ـ أو احدهما ـ يبكي، ولكن اذا حاولا التظاهر بالقوة فسيشعر الطفل بمشاعرهما الحقيقية مثله مثل الكبار. لذا من الأفضل للأطفال ان يشاهدوا بكاء الكبار وان يعلقوا على ذلك بعبارات مثل 'لقد تذكرت الجدة وشعرت بالحزن ولكني سأكون بخير بعد قليل'.
اذا كان الطفل لا يبدو حزينا، فهذا لا يعني انه غير حزين. واذا كان حزنه يظهر على شكل نوبات ـ يستاء لدقائق ثم يمرح لدقائق اخرى ـ فهذا لا يعني انه غير صادق في مشاعره.
قبل عمر السادسة لا يستطيع معظم الأطفال فهم ما يعتبر أمرا مسلما به لدى الكبار بأن الموت لا رجعة منه'، فهم يتوقعون ان يعود الشخص الذي أعلنت وفاته، وعلى الرغم من صعوبة ذلك على نفس الوالدين فعليهما ان يذكرا الأطفال دائما بهذه الحقيقة المحزنة.
اهتمي بالمخاوف الخفية
ربما يظن الطفل انه سبب الوفاة، فالأطفال بين الثالثة والخامسة يتمتعون بأفكار خيالية ومنطق سحري. فالأخ الذي يصاب اخوه في حادث سيارة مثلا قد يلوم نفسه لأنه كان متضايقا منه وغاضبا فتمنى ان تأتيه مصيبة. عليك كأم ان تستشفي ـ قدر الامكان ـ افكار طفلك بقولك 'أحيانا يظن الصغار ان وفاة احد كانت بسببهم ولكنها بالطبع ليست كذلك. لقد مات اخوك ـ أو أي شخص آخر ـ بسبب حادث سير وليس لأحد دخل في ذلك'.
ومن أكبر مخاوف الأطفال هو انك ايضا ستموتين يوما ما وهذا بالذات حقيقة، فحين يتوفى أحد أفراد الأسرة فجأة قد يفكر الطفل بينه ..