من الجاني؟
سافر قلبي إلى المشفى ليجبر كسري..
ورحلت نفسي إلى المصحة لتداوي جرحي..
آهاتي مخنوقة وفرحتي مسلوبة والحزن يأكل مسراتي..
دمي بداخلي يغلي..والألم..إسكان الهموم في جوفي يبني..
كل شيء يؤرقني...حتى ضحكتي وبسمتي..
أظن أنني للكل حبيب..
وعلى فجأة أُرمى بأسهم قلبي تصيب..
وأصبح في هذه الدنيا غريب...
المعاصي كثيرة والمغريات أكثر..
الخطأ أصبح بالجهر
والذنوب أجهر...
كل شيء أصبح عادي
العري..الصداقة المحرمة..الزنا..
كله أمر طبيعي..والمصيبة أنني أعيش في هذه الدنيا وفي هذا الوقت..
والمصيبة أنني بدأت أجاري
وأنا خائفة الناس متعِبة والحياة متعِبة
هذا ما قاله أستاذي عمرو خالد..
نعم معه كل الحق..وأنا أيضاً متعبَة..
أخاف على نفسي أن تغرق أكثر من ذلك بالشهوات
أخاف على برائتي المفعمة بالحيوية أن تلوث بالمستنقعات
أخاف على ديني الذي يضعف كل يوم ولا يخطر ببالي سوى لحظات
أخاف على هدفي وغايتي أن تختلط وتذوب بالتفاهات
أخاف على كل شيء
أخاف أن يملك قلبي شاب ويأسره خلف القضبان
أخاف على روحي أن تخرج من جسدي وهي لم تتب بعد من هذا العصيان
أخاف على جسدي أن يتعرى من الملابس بقصد أنه حران
أخاف..أخاف من كل شيء..
أخاف أن يأتي يوم ويُقال به عن يومنا أزل..
أخاف أن أعصي وأعصي ثم أتوب وأ‘عصي حتى أفقد الأمل
أخاف أن أُثقل بهموم عندما أكبر كالجبل
أخاف من الغموض والتكتم والسرية التامة من المستقبل
وأنا أتوه وأضيع من كثرة أحزاني
أتوب وأصيع ولا أدري من الجاني؟
أنا أم الزمن الصعب الذي خُلقت به؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟