السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
إذا كان الأبُ مسؤولاً عن تغذيةِ طفلهِ ماديّاً، فيحرصُ على عدم تعريض جسمه للهزال أو للمرض أو للموت، فهو أيضاً مسؤولٌ عن تغذيته روحيّاً إذ لا يجوز له أن يهمله حتى يتعرّض لما هو أشدُّ خطراً عليه، وهو موت <<قلبه>> أو <<روحه>> وفي ذلك هلاكه للأبد... ومن هنا، كانت المسؤوليّة خطيرةً. قال تعالى:{يأيّها الّذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً }{سورة التّحريم}.
فالآباء يدرّبون أبناءهم على طاعة الله وأداء فرائضه منذ بلوغهم ســنّـاً يقبلون فيها التعليم، والتّشديد عليهم إذا بلغوا العاشـرة؛ كما جــاء فــي الحديث: {مروا أبناءكم بالصلاة لسبع سنين ، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر }. وليس المقصود بذلك تعذيب الطفل ولكن لإشعاره بمدى جدّيّة الأب فـي طلبه للعبادة، وإظهار غضبه من عصيان ولده لهذا الأمر،تماماً كما يغضب الأب من أيّ أمر يطلبه من ولده تنفيذه، ولا يلقي له بالاً. و الأمّ شـريك الأب فـي المسؤوليّة؛ فهي راعية في بيتها ومسؤولة عن رعيّتها، فهي مسؤولة عن أبنائها على وجه الإجمال، ومسؤولة أكثر عن توجيه بناتها، لأنّ تأثيرها فيهنّ يـكـون أقوى في أكثر الأحيان